يا شباب الإسلام
حين ننظر إلى المنجزات التطبيقية في العصر الحديث نصاب بالذهول حقاً..
ونعتقد مخدوعين أن هذا النجاح إنما يقوم برهاناً على صحة الأصول العامة للفكر المعاصر الذي يكتسح عقول الكثير من المجتمعات والأمم الحديثة. إن بريق الحضارة المادية الحديثة يخدع الابصار خصوصاً حين نشاهد منجزات الغرب العلمية وما استطاعت الوصول إليه في مختلف ميادين الانتاج المادي..
وهناك البعض من الأفراد الذين ينتمون إلى مجتمعات الأمم النامية يقفون مشدوهين أمام هذه المنجزات ويساقون بأفكارهم وعواطفهم سوق الأنعام في تقليد أصحاب هذه الحضارة. اسمعوا اخوتي الشباب إلى كلمة قالها مفكر أمريكي معاصر وهو يخاطب أبناء جلدته الغربيين يقول هذا المفكر: (انكم تبذلون أقصى الجهود لتغريب المسلمين وقطع كل صلة لهم بماضيهم وتراثهم ولست أرى أية فائدة لكم أو لهم من وراء ذلك..
فلا يمكن لهؤلاء أن يكونوا غربيين قلباً وقالباً في يوم من الأيام وانما ستكون نتيجة جهودكم جيلا ًممسوخاً بين بين، لا هو مسلم ذو ماض عريق يرجع إليه ولا هو بغربي كالغربيين) انتهى كلام المفكر.
اخوتي الشباب..
ان أسوأ ما يمكن أن يحيق بأية من الأمم هو فقدان ثقة أبنائها بماضيهم وتراثهم الفكري والحضاري المبني على أسس روحية دينية صلبة عمادها الايمان بالله وبتعاليمه وشرائعه..
وفقدانهم لإيمانهم بمستقبل أمتهم.. فالحضارات لا تموت..
انما تقف عند منعطف معين أو قمة من القمم حتى يجيئ المخلصون من أبنائها ليعيدوا إليها الحياة وينفثوا فيها من روحهم ووفائهم وعقولهم لتبدأ السير من جديد تكمل رحلة لا تنتهي.
ونحن اخي الشاب لا نهاجم أحداً ولكننا ندعوك إلى التبصر والوعي إلى التمعن الكامل في أسس حضارتك ودينك واستشراف ماضيك..
وانك لواجد حتماً الخلاص ليس لك وحدك فقط بل للإنسانية جمعاء هذه الإنسانية التي تعاني في الوقت الحاضر من الويلات ما يكفيها وترتجف هلعاً من ويلات متوقعة أشد وأمر.
-
شارك المقال على :
-
-
-