The Two Holy Places
الحمد لله.. بارك هذه البلاد، فأشرقت من أرضها على الدُّنا شمس الحقيقة، واختارها وطناً حاضناً لأعظم المقدسات على وجه البسيطة "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ" (آل عمران : 96).
ثم زادها شرفاً وألقاً مسجد رسوله المصطفى _في طيبة الطيبة_عليه الصلاة والسلام، ديوان أول حكومة راشدة في الإسلام، وأول جامعة توثق مباحث الشرع الحنيف لكل الأنام، فلا غرو أن يكون الحرمان الشريفان مهوى الأفئدة المؤمنة، والمنارة الهادية بالمعرفة الحق للأسئلة الحائرة، وأن يُشد إليهما الرحال: حجاً، وعمرة، وزيارة، وطلباً للعلم في سوح الحرمين على أيدي العلماء الثقات الربانيين.
والحمد لله الكريم المُعين.. شرَّف الدولة السعودية _قيادة وشعباً_ بخدمة الحرمين الشريفين، وقيض لها الأسباب لأداء هذه الأمانة العظمى، فعَمّ الأمن، وتعاظم البناء، ورحُبت أمام قاصدي الحرمين ورحّبت كل الأرجاء، في منظومة مُحكمة مؤمنة، ومسيرة خير راشدة، بلغت الذُّرى على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، جزاه الله خير الجزاء، بما قدم للإسلام والمسلمين عطاء ووفاء.
والصلاة والسلام على السراج المنير، محمد بن عبدالله الرسول الخاتم الأمين، المبعوث رحمة وهداية لآفاق العالمين، بهديه ترشُد الأمم، وعلى سنته يسير الهداة والهادين.
وَلَكم سر خاطري وأثلج صدري، أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، في إطار حرصها على الارتقاء برسالة الحرمين الشريفين، وتعظيم أثرها في نفوس المسلمين، تعتزم إصدار هذه المجلة "الحرمان الشريفان"، منارة تشع على العالم أجمع، والمحيط الإسلامي على وجه الخصوص _وبصفة دورية_ وقائع المشهد الوضاء للحرمين الشريفين، وتُشيِّد جسور التواصل البناء مع أتباع هذا الدين القيم في أصقاع العالمين، بما يحيي شغفهم الإيماني، ويروي عاطفتهم المتأججة تجاه البيت العتيق والمسجد النبوي، ويجعلهم دوماً على تواصل روحي إيماني لا يفتر.
وزادني غبطة أن المجلة تتسع أفياؤها لنشر الأخبار والأنشطة والمقالات ذات الصلة بعنوانها، بما يعظم الفائدة لعموم المسلمين، ويفصح لغيرهم عن الوجه الحقيقي لديننا الحنيف، فضلاً عن المزيد من الإيجابيات الكثر. وإنها لشجرة طيبة واعدة ثمارها، مباركة ظلالها، وسبق جليل بعمل أصيل، وجهد مشكور واجتهاد مأجور، يؤرَّخ لهذه الرئاسة العريقة الجليلة وللقائمين عليها.
أتوجه بالشكر والتقدير لمعالي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وللعاملين في الرئاسة، وللقائمين على هذا الإصدار، سائلاً المولى _جل وعلا_ أن يكلل مسعاهم بالنجاح والفلاح، وأن يوفق جهودهم لخير الإسلام والمسلمين.
-
شارك المقال على :
-
-
-